وداع مؤقت

يا أبا الشعراءِ في السماءْ

ماذا نفعل بعدك بالقضيةْ

هزمتَ موتكَ الطبيعيَ

بموتِ رحيلكَ المستعجلِ

وشيئاً من قصائدَ مرثيةْ

لماذا لم نخجلْ من عشقكَ لعمركَ

ومن رأس صفحتكَ الأولى

لماذا لم نتخلى عن الأضدادِ

ونتوحد في ضادٍ أزليةْ



يا أبا الشعراءِ في السماءْ

من يرثيهمْ بعدكَ

كيف نُعنونُهمْ على صدرِ

الصفحاتِ السوداءْ

ونجعلُ من خسرانكَ انتصاراً

وميلاداً للهويةْ

كيفَ يعودونَ إلى الدسامةِ الإنسانيةْ

بعدما صاروا نحافاً.. خرافاً

وحادوا عن كلماتكَ القويةْ

من سيقولُ لهمْ كفوا عن

الدمِ والكبريتْ

من سيكتبُ فيهمْ نصاً ملتبساً

يفضحهمْ.. يجرحهمْ

يناسبُ قلةَ أدبهمْ

في الوطنيةْ

من سيرفعُ الشالَ الأسودَ

عن فلسطينْ

ويمسحُ دموعَ الكبارِ

وأصوات الصغارِ

ويوقف دمعةَ حوريةْ

يا أبانا الذي لم

تلدهُ جداتنا

يا أبانا الذي خرجتَ

من بطنِ جداتنا

قسماً لننتقمَ من

هذا المرض الملعونْ

قسماً لنَثأر لقلبكَ

ونصنعَ من موتكَ

غداً وأملاً

لكلِ صبيٍ وصبيةْ

قسماً أن رحيلك

أوجعنا.. أدمانا

وأخذ كل محبتنا

والتحيةْ

يا أبانا الذي رضيناكَ

أن تكون استثناءاً

قل لنا كيفَ لا نمضي رهينةْ

قل لنا إن كانَ فينا واحدٌ يشبهكَ

أو نصفكَ على الأقلِ

قل لنا من أين نبدأْ

كيف نفتحُ شهيتنا

على بعضنا ونغادرُ

عصرَ الجاهليةْ

يا سيدنا الذي كتبتَ

وثيقةَ استقلالنا

وحوَّلتَ الأضواءَ علينا

كنت كما الرُسل

تُوزِّعُ النصائحَ

وتحمينا من البقيةْ

كنت تضيفُ إلى شعركَ

ثقافةً من ثقافتنا الطريةْ

شكراً لأنك تلمعُ ذهباً

شكراً لأننا منذ الآن أنتَ

فهذا وداعٌ مؤقتٌ

ولكن القصيدةَ تبكيكَ يا محمودْ

القصيدةُ تدمعكَ يا محمودْ..

إذن سجلْ على أوراقِ الزيتون

على تراب البروةِ والجليل

في قمةِ جبالِ الكرمل

أنك خرجتَ من القصيدةِ

إلى القصيدةِ وكنت لنا

من صنع الله أجمل هديةْ


[/size]