وفي حديث العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:
سمعت
رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
{ إني عند الله في أم الكتاب لخاتم النبيين، وإن آدم لمنجدلٌ في طينته، وسأنبئكم بتأويل ذلك، دعوة إبراهيم، وبشارة عيسى قومه، ورؤيا أمي التي رأت،انه خرج منها نور أضاءت له قصور الشام } [أحمد والطبراني].
وتوفي أبوه
صلى الله عليه وسلم وهو حَمْل في بطن أمه، وقيل بعد ولادته
بأشهر وقيل بسنة، والمشهور الأول.
رضاعه صلى الله عليه وسلم : أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب أياماً، ثم استُرضع له في بني سعد، فأرضعته
حليمة السعدية، وأقام عندها في بني سعد نحواً من
أربع سنين، وشُقَّ عن
فؤاده هناك،
واستخرج منه حظُّ
النفس والشيطان، فردته حليمة إلى أمه إثر ذلك.
ثم ماتت أمه بالأبواء وهو ذاهب إلى
مكة وهو ابن
ست سنين، ولما مرَّ
رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأبواء وهو ذاهب إلى مكة عام الفتح،
استأذن ربّه في زيارة قبر
أمه فأذن له، فبكى وأبكى من حوله وقال:
{ زوروا القبور فإنها تذكر بالموت } [مسلم].
فلما ماتت أمه حضنته أم أيمن وهي مولاته ورثها من أبيه،
وكفله جده عبد المطلب، فلما بلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم من العمر ثماني سنين توفي جده،
وأوصى به إلى عمه أبي طالب فكفله، وحاطه أتم حياطة،
ونصره وآزره حين بعثه الله أعزّ
نصر وأتم
مؤازرة مع أنه كان مستمراً على شركه
إلى أن مات، فخفف
الله بذلك من عذابه كما صح الحديث بذلك.
صيانة الله تعالى له صلى الله عليه وسلم من دنس الجاهلية: