[هذي الجزائر يا دمشق
هذي الجزائــــــر يا دمشق الشامقد أسفرت عن ثغرهــــــا البسام
و أتت تزف بهاءهــــــــــا و جمالها
للصامدين على مــــــــــدى الأيام
هذا ابن محيي الدين أسرج خيله
و أتــــــاك جلق حافظــــــا لذمام
أوراس يهــدي قاسيون تحيــــــةً
مشفوعــــــــــة بالحب و الإكرام
ها مكـــة الثـــُّــوار أمست قبلة
للشعــــــر للإبـــــداع و الإلهام
للعاشقين المفعمين صبابـــــة
من آل يعرب خيرة الأقـــــــــوام
صدحوا بحرف الضاد و هو أرومة
و الضــــاد فينا أوثق الأرحـــــام
شنقيط ألقت في الجزائر حسنها
مثل الرباط فكان فيض غــــــــرام
و رأتهما الخضراء و هي مليحـــة
فأتت بأحلـــى الشعر الأنغـــــام
و بــــــدت لبنغازي الأخوة فطرة
فــرأت بأن مجيئها إلزامــــــــــي
و تعطفت أرض الكنانة واعتلت
بالألمعية رابـــــــــع الأهــــرام
النيل في السودان روع مــاؤه
فأتى ليفشي السر للصومام
و أتى من اليمن السعيد أحبة
يــــروون عن سبأ عن الإقدام
هذي الإمارات التي ما قصرت
في حبنا كانت رســـول سلام
العاشقــــــــــان الأولان تعانقا
في مسقط الآمال و الأحـــلام
واستنشقا عطر الكويت و مسكها
و تفـــــــرغا للحب في استسلام
غطاهما من دوحـــــــة ظل الهوى
و تطايرا في الجـــــــــو زوج حمام
واستشعر البحرين نبضا خافتـــــا
فدعاهمــــــــــا بمنامـــــة لمنام
و درى الحجــــــاز فكان حبا صادقا
عنوانـــــــــــه تكبيرة الإحــــــرام
بغـــــــــداد حطت بالعناصر رحلها
و توشحت بمحبـــــــــة و هيـــام
و تربـــــــــــع الأردن فوق هضابنا
ليذيع حبـــــــــــا دونما إبهــــــام
و تشكلت بيــــــــروت قلبا نابضا
دقــــــــــاته في ملحد و إمــــــام
جمعت بجيبـــــوتي المشاعر كلها
أوحت إلى قمـــــر بسحـــــر كلام
لهفي على الصومال ديست أرضه
وغدت بغدر موطـــــــــأ الأقــــدام
و أتت فلسطين الحبيبـــة ها هنا
لتزيح بعضــــا من فلــــــول ظلام
لتقـــول للعرب الكرام تجمـــعوا
قد طــــال ما بين القيود مقامي
هذي الجزائــــر من أقامت ثورة
ظلت مجلجلة مدى الأعــــــوام
هذي الجزائر من تخطت وحدها
دوامــــــة الأحـــــــزان و الآلام
هذي الجزائر من تعافت وحدها
من آفــــــــة الإرهاب و الإجرام
هذي الجزائر من أبت أن تنحني
للعابثين بحرمـــــــــة الإسلام
هذي الجزائر قد تماسك عقدها
و تخلصت من معـْــــــــول هدَّام
هذي الجـــزائر يا دمشق تقبَّلي
علمـــا و ليس كسائر الأعـــلام