تقاسم الحب ... وتعلم العطاء

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



قد يبدو طبيعياً بأنك إذا تقاسمت حبّك سوف تنحسد ومع الوقت ستصبح فقيراً.



هذا قانون الإقتصاد عامّة، فإذا أردت أن تملك الكثير من المال، لا تتقاسمه وكن بخيلاً، اجمع قدر ما تستطيع واعط أقلّ ما تقدر، عندها فقط ستتمكن من التجميع وستصبح ثرياً.
هذا صحيح بالنسبة للعالم الخارجي وخاطىء وفقاً للعالم الداخلي.

فهنا، هنالك قوانين مختلفة كليّاً للعمل.

القانون الداخلي هو: إن لم تعط ستخسر لكن إذا أعطيت ستربح.

فكلما قدمت الكثير، كلما حصلت بالمقابل على الكثير،

وإن لم تقدّم أي شيءٍ عندها لن تحصل على أي شيء وستكون فارغاً ومقبرةً لا يوجد في داخلها أي إمكانية لإزهار الوردة.

الوردة تحتاج الشمس، المطر، الهواء، النجوم، السماء والعصافير.

كما أنها لينة ورقيقة لكنها تحتاج الإنفتاح على الوجود.

وفي هذا الإنفتاح سيتحقق العطر وستظهر العظمة كلها...
اعط الحب دون أي شروط، فقط من أجل سعادة العطاء، والإستمتاع بها.
صوت الطائر يسمع من مسافات بعيدة لكنه لا يهتم ما إذا استمتع به أحد أو لم يستمتع. النجمة البعيدة – هل تفكّر أنها تهتم ما إذا جاء شاعر وكتب شعراً جميلاً عنها أو إن أتى "فانسان فان كوك" ورسمها، أو إن أتى مصوّراً أو عالم فلكٍ واهتم بها ؟

هذا ليس عمل النجمة. فالسعادة في اشراقها دوماً.



قل شعرا ،تشارك بنكتة، ارقص ! اعط كلّ ما تستطيع إعطاؤه.

هذا لا يكلفك شيئاً لكنه سيعطيك الكثير من السعادة سوف يكافئك الوجود بإستمرار.

فكلما تقدمه للوجود سيعود إليك بآلاف الأشياء الجيدة وهذا يرجع إليك.

قد تعطي وردة وآلاف الورود سنتهار عليك.

لا تكن متماسكاً. فإذا أردت فعلاً أن تكون غنياً وأن تجعل عالمك الداخلي غنياً



عندها تعلم فنّ العطاء...

اعطِ من أجل العطاء، تقاسم من أجل المشاركة. لا تطلب أيّ شيءٍ بالمقابل فهذا سيصبح عملاً – والحبّ ليس بعملٍ.

في الواقع، لا حاجة للإهتمام ما إذا كنت ستنال شيئاً مقابل هذا أو لا، لأن العطاء الفعليّ هو نوع من السعادة فمن يهتم عندها بما قد يعطى بالمقابل ؟
كن كريماً مع الشخص الذي يتلقى شيئاً منك، ولا تفكر أنه من الواجب أن يكون كريماً معك. هذا غير صحيح وخاطىء. إنه تمسّك بالعقل البخيل.
والمسألة ليست فيما قد تعطيه، فقط ابتسامة أو قبلة حب ستكون كافية.
أن تكون محباً وكريماً، هذا لا يكلف شيئاً بل إنه سيعطيك حصاداً جيداً. وآلاف من الورود ستزهر في ذاتك عندها.

هذه هي هديتنا كلّنا... أن نعطي وأن نحصل على كلّ ما نحتاج إليه

وليس كلّ ما تطمع به...

نعم ! قد نتبادل المال... الأشياء الجيدة والهدايا الماديّة... لكن ليس من المهم ما قد ندفعه من أجلها...

إن المال هنا لنستخدمه... لنشتري الكثير الذي يحتاجه كلّ واحد منا ويحب أن يحصل عليه...

لنشتري الأفضل لأننا نستحق الأفضل... من البداية حتى النهاية هو اختيارنا للنظر

هذا هو اختيارنا وتغييرنا... دعونا نتقاسم أنفسنا وكل ما نملكه... لنهدر وقتنا ومالنا من أجل نمونا الداخلي والخارجي... النمو في البركة والسعادة...